Monday, April 30, 2007

! الطفل الذي قبل الجندي



هدير الدبابات _ هذه الوحوش المعدنية _ تطحن أعصاب الحاجة " أم راجي " ... ستة ساعات و هي تحتضن زوجة ابنها المطارد و طفله الذي لم يبلغ الثلاثة سنوات من عمره ... تلتصق بالأرض و لا تتحرك إلا عند الضرورة القصوى
!رائحة الموت تنتشر في سماء المخيم ... الكل يترقب نهاية التوغل الجديد للتعرف على أصحاب الملصقات الجديدة
اقتحموا المنزل أكثر من عشرة مرات ... عاثوا فيه فساداً وخراباً ... اعتدوا على زوجة " راجي " و طفلها ... أين راجي؟ أين الإرهابي ؟ لن يتمكن من الفرار طويلاً ... ستتسلمون جثته قريباً في كيس أسود
فجروا باب المنزل الصغير واندفعوا داخله كالجراد ... ضرب أحدهم الحاجة في رأسها ... سقطت أرضاًَ و هي تضع كفيها على رأسها ... أطلقوا الرصاص على كل شيء في المنزل ... الأثاث و الفراش و الصور و سرير الطفل
أفراد من " حملة التضامن الدولية مع الفلسطينيين " يعبرون إلى المنزل بهدوء ... تستغرب الحاجة العجوز وجودهم وسط هذا الخراب و الموت ... أمرهم الضباط بإبراز جوازات السفر وتصاريح الدخول ... تجادلوا مع الجنود لكن الضابط أمرهم بالصمت وواصلوا عملية التفتيش الاستفزازية في كل شبر من المنزل الصغير
ارتفع صراخ الطفل ... حاولت والدته تهدئته و لكن دون جدوى... اقتربت منه فتاة مشاغبة من أفراد الحماية الدولية ... داعبته قليلاً و هي تحمله ثم تقدمت من أحد الجنود و تمتمت
_ سلّم عليه ! ارتبك و تراجع إلى الخلف ... هدأ الطفل قليلاً فواصلت الفتاة المشاغبة معابثتها ... تقدمت ثانية من الجندي وطلبت من الطفل أن يقبله بإشارة من شفتيها
انحنى الطفل ليستند إلى خوذة الجندي ، ثم قبله من جبينه البارد... ارتفعت حدة انفعاله وتراجع إلى الخلف عدة خطوات مذعوراً ! انطلقت الأوامر بعبرية حادة ، و بدأ الجنود انسحاباً متعثراً من المكان ...
احتضنت الحاجة " أم راجي " الطفل و قبلته و هي تدعو الله أن يحفظ والده و يسلمه منهم ... ناولته لوالدته ثم انسلت إلى المطبخ لجلب بعض الماء
قرر أفراد الحماية الدولية الانسحاب من المنزل بعد أن سمعوا دويّ انفجارات في إحدى زوايا المخيم ... قبّلوا الطفل وتمتم أحدهم
: قد لا يعودون إلى هذا المنزل أبداً بعد هذا الذي حدث! ابتسمت العجوز و هي تتأملهم بمودة و غمغمت و هي تتحسس رأس الطفل
!!! ربما _
* * *

من يوميات معلم في مدرسة لاجئين!

لهفة وذهن متيقظ و تحفز متواصل بانتظار ذلك الرنين المحبب ... هياج وركض وتعثر واختراق لكل القوانين المدرسية لمعمول بها ... ومن هذا الذي يستطيع التحكم بهذا الجوع الكافر ؟!
اسوار تزينها ثقوب بحجم الاصابع المزرقة بسبب برد لم يات كالمعتاد ... يتمدد الرغيف في الحلم الصغير ... يتجاوز مدى اللذة القصوى ... الرؤوس الصغيرة تتراقص مع عقارب الساعة الخفية ... خمسة ... اربعة ... ثلاثة ... اثنان ... واحد ... هي ي ي ي !
جحافل الجوعى و الحفاة والاحذية المهترئة , تتقافز على سور المدرسة المرتفع دون تردد او حساب ... لم ينتبه اي منهم لتلك السيارة البيضاء التى ابتلعها الزحام المدرسي !
تأمل " الضيف " مرآة السيارة الامامية ... صفف شعيرات رأسه القليلة وعدل رباطة عنقه وهبط ببطء متعمد ...
فهم الناظر العجوز ما يرمي اليه من وراء هذا البطء المتعمد , فظل مستمرا امام غرفته ولم يندفع نحوه كما يفعل الآخرون !
المشهد اليومي المتكرر يستثيره رغم حياته الزاخرة بالتجارب الغنية منذ هجرته من " عسقلان " الى ان صار جزءا من منظومة ادارية تتسم ببيروقراطية قاتلة !
يمتلك من الثقافة و قوة الشخصية و الحنكة ما يمكنه من ضبط حالات الفوضى التي تسود خلال الاستراحة , لكنه لم يفعل ...
كان يتمنى في قرارة نفسه لو يتمكن من هدم اسوار المدرسة نهائيا !
لكنه لا يستطيع بل لا يمتلك صلاحية تشظيب شجرة عجوز باتت اغصانها تهدد سلامة الاطفال ... فهذا يحتاج الى سلسلة طويلة من القرارات الادارية صعودا و هبوطا !
يتامل المشهد بصمت مؤمنا بتفسيره الخاص ... لا يحاول ان يقنع احدا به ... و المعلمون مرتاحون لهذا تماما ... قليل منهم فهم ما يرمي اليه من وراء موقفه هذا ... المهم هو ان يتحلقوا حول ابريق الشاي الكبير في هذا البرد القارس ... يحتسون الشاي ويدخنون سجائرهم ويثرثرون حول قضايا تافهة ... ليس اسهل على الانسان من الثرثرة لساعات طويلة في امور سخيفة !
تقدم " الضيف " حتى صار امامه تماما ... لم يتقدم خطوة واحدة ... بادر الاول بمصافحته ببرود ...
_ تفضل ...
دخل " الضيف " الى غرفة المكتب , فيما ظل الناظر العجوز في مكانه لبرهة لمتابعة مشهده المحبب للاطفال المتدافعين , ثم تبعه الى الداخل ...
" ماذا يكتب ؟! لابد من ملاحظات ليدونها في كراسه الكبير ... تفهاء ! يتلذذون بمغازلة الشياطين التي تسكن التفاصيل الصغيرة !!! "
حديث روتيني خال من اي حياة ... حركة مضطربة تجري بين المعلمين ... اكثرهم ارتباكا كان ذلك المعلم المستهدف من هذه الزيارة ... بطاقات تعليمية اعدت سريعا ... لوحات و صور مغبرة جلبت من المخزن على وجه السرعة ايضا ... ملاحظات رصاصية سريعة دونت في " كراس الموت " الذي سيدققه " الضيف " حتما !
انقضت العشرون دقيقة و بدأ الاطفال يعودون ... حركتهم ابطأ ووجوههم تميل الى الحمرة ...
_ فوضى !!!
تدحرجت الكلمة من بين الشفاه الملتوية امتعاضا لتحتل مساحة الصمت بينهما ... يشتعل الصمت ... فليس في الكون من يهزم العجوز ذو الرؤية العميقة و الافق الرحب ... تمسك يده بذراع " الضيف " الذي صار وجوده ثقيلا الى حد لا يحتمل ... سحبه نحو البوابة التي تفتح عادة مع نهاية الاستراحة لتسهل على الاطفال العودة الي مدرستهم ...
_ تأملهم جيدا ... صراحة اللهجة اربكت " الضيف " ...
عاد الاطفال يحملون اسلحة الجوع والبرد ... يحاولون قدر الامكان الابتعاد عن عون معلميهم ... بعضهم كان لا يعيرهم اي اهتمام ... يتمنطق بحقه المشروع ويتعمد السير امامهم !
قطع الخبز اليابس لا تعني شيئا للضيف ... لا تفضي على ذهنه الخامل تفسيرا او معنى لاي شيء ...
تتسارع القضمات و تكبر في محاولة للنتهاء بحسم معركة الجوع و البرد قبل دخول الحصة ...
نادى الناظر العجوز احد الاطفال ... ارتبك واراد ان يلقي بقطعة الخبز على الارض ...
طمأنه العجوز بابتسامة معهودة تمنح الاطفال شجاعة غير معهودة ...
_ لا تخف ... اقترب ... ماذا لديك ؟؟؟
تناولها امام عيني " الضيف " و فتحها برفق ...
لوى الاخير شفتيه امتعاضا , وربما تقززا !
لم يعتد مشهد الرغيف الاسود المحشو بالفلفل الاحمر المخروط , فاكهة المطابخ في بيوت الاجئين ... ولم يتردد عن البصق على الارض حينما رأى نصف رغيف آخر محشوا بحبة كوسا محسوة بارز اسود !
صفق الناظر العجوز بيديه كي يسارع الاطفال الى دخول فصولهم ... تقدم بهدوء نحو سيارة " الضيف " ووقف الى جوارها !
فوجيء الاخير بالموقف ... تحسس المفاتيح واتجه مسرعا كمن يلاحقه الف شيطان ... رمق العجوز بنظرة ثأرية ثم انطلق بسيارته لا يلوي عل ىشيء ...
استدار العجوز نحو غرفته ... وهناك فوجيء بالكراس الكبير ملقى على المكتب ... كان " الضيف " قد نسيه بسبب ارتباكه ... " حالة الفوضى التي تسود المدرسة ... مبادرات الناظر و الهيئة التدريسية , تتصف بالسلبية المفرطة ... هناك مخاطر تتهدد سلامة الاطفال ! "
قرأها بسرعة ثم اغلق الكراس و القى به على احد الرفوف بلا مبالاة و عاد ليتامل مشهد الاطفال الذين انتصروا على جوعهم و عادوا الى مقاعدهم ليتابعوا معركتهم !

Sunday, April 29, 2007

The first word is to the first teacher!

there is a famous saying in our culture says that the person who learns me a word,im ready to be a slave for him!!!surely,im not going to be a slave for anyone ,but sometimes we feel we are deeated and speachless as a result of prisoned willig!
MANSOUR THABET/ABU GHASSAN,is the teacher of too many people who passed through the different jails of Israel..he spent 20 years in these jails and finally ,he was released with greater willing and challengable saul...my short experience is so small with reference to his..butduring those months we were together,he was enough strong and cultured to feed us with his rich and special experience!Generations of palestinians were arrested and released while he was spending his unfair,aggressive judgment of the military israel court...he always said:im used to welcome and goodbying prisoners!
After freedom ,he continued his suffering journey ,but through social work in this stage...
he established some social and developmental associations and worked hard to help children in camps .now he is the president of afaq jadeeda for children,women and development...he spends too many hours drawing smiles on the faces of camps children...
now...in these gloomy days,he is lying on his cold bed ,suffering from cancer of colon...the bad medical conditions in the gaza strip dont succeed in helping him...too many children from camps unrwa schools visit him..they cry and pray for him..as usual ,abu ghassan hugs and begins to relax! this scene seems to everyone that the children are the patient and he is the doctor who treats them!
Israel is completing the role of cancer in the killing of abu ghassan:they refused to allow him to enter israel to have the chemical treatment,for security reasons!!!!!!!!securiti...security...security...the holy cow of israe!
How many children have been killed as a result of this holy cow?
how can an aged human who is suffering from cancer threat the security of israel??
isnt it a kind of black revenge?
finally,i want to say that Abu Ghassan story is not unique here in the gaza strip...it happens everyday,but every moment under the suspecious silent of this immoral world!
I believe that a man like abu ghassan will not die..the seeds of freedom,justic and peace which was grown inside us by him will grow and grow...these will be the trees of the future!
Even the cancer and israel could defeat his body ,all our children will hug his saul and sing the rhyme of their shining future!!!!