Sunday, September 16, 2007

I ACCUSE!!!!!!!!!!!

I know it's too late to write about my first teacher Mansour Thabet
The latest dramatic events in the Gaza strip don’t enable us to follow up our plans and order.
The death became natural matter and the people remember their dead people for a while and wait for new death!
Regarding the death of mansour, I think it's different…to be killed by an Israeli shell or bullet, it's natural in this silly conflict…and to be a victim of Hamas or faith bullets is also normal after the bloody war between the two sides!!!
But being a victim to all these sides is a very strange matter!!!
My first teacher mansour was killed by all the sides: Israel and his comrades.
He was suffering from cancer and he needed to enter Israel for the chemical treatment
But Israel refused to give him the permission to pass the borders…(he used to pass these borders to prisons and jails only and he spent 20 years there!!!!!)
After efforts made by some human rights activists the high court allowed him to enter Israel as a patient not a prisoner this time!
When some comrades began to prepare his transformation medical papers, they faced a lot of obstacles made by routines and berucratic procedures…
60 days passed while he was waiting on his cold bed…smiling and looking ironically to his visitors!!!!!!!
In other cases, if someone wants to prepare similar papers for medical teeth evaluation in any place all over the world, he can do it easily and very quickly!
Some comrades delt with mansour situation as a hopeless case!
Others didn’t do their best! (Some of them are doctors and know well that in his case time is the soul!!!!

But the most painful that some of them wished him quick death!
Any way, finally mansour was allowed to go to his death…he received some chemical treatment and returned back to Gaza…to death!!!
He was lying in the same cold bed…looking the same blaming and ironic look...he said goodbye to all those friends …students and left silently!
All people around did their best to organize great ceremony to Mansur but I looked in his eyes on the great portray; they were keeping the same look of ironic and blaming!!!

كذب المحللون ولو صدقوا

كذب المحللون ولو صدقوا.
.
...هوى احد الأطراف في غزه و صعد طرف أخر في لحظه دراماتيكية لم يتوقعها احد!
و مع هذا التطور الخطير سقط منطق التحليل وانقلبت الطاولة....لا احد يستطيع أن يستقرئ ما يحمله المستقبل البعيد أو القريب....سيناريوهات متعددة تتفتق عنها عقول الساسةو سأذكر بعضها ثم أقول رأيي فيما بعدأولهما أن ثمة صفقه كبرى تمت مع هؤلاء الثيوقراطيين يقوم هؤلاء خلالها بالسيطرة على غزه و تكوين إمارتهم (الحلم)على أن تقدم إسرائيل لهم بعض التسهيلات مقابل قيامهم بتقديم تنازلات مهمة كالاعتراف بإسرائيل والعودة لأصولهم الدعوية المسالمة والبعد عن السلاح و ما يدعم هذا السيناريو حسب رؤية أصحابه أن حماس باتت جاهزة فعلا لمسالة الاعتراف ولكنها تريد مقابل...كذلك إن وجود قطر على الخط و بقاء سفارتها في غزه و فتحها خط اوتوستراد مع حماس يسند طرحهم هذا وبالأمس قالت صحيفة الشرق الأوسط أن هناك وساطة نشطه بين حماس وإسرائيل للوصول إلى تفاهمات أوليه وطبعا مشروع فصل الضفة عن غزه هو حلم إسرائيلي كبيرسيناريو آخر يرى أن مسالة ضرب حماس بالضربة القاضية سيأتي قريبا وهي مسالة وقت فقط واللقاءات الحثيثة التي تجري في المنطقة بين مصر والأردن وإسرائيل وابومازن تسعى لترتيب الخطه والاتفاق على بعض تفاصيلها...هؤلاء يرون ان حماس قد استدرجت الى وحل الانقلاب وهذا الوضع لن يحل الا بانقلاب كبير عليها ايضا...اما الشكل التطبيقي فستدخل اسرائيل بقوه ضخمه تسربت من بعض الصحف الاسرائيليه بعض المعلومات بشأنه:20الف جندي...طيران اباتشي وف16 ودبابات يتم تقسيم القطاع الى اقسامه الثلاثه الكلاسيكيه(المدينه-المخيمات الوسطى-المحافظه الجنوبيه)يدك الطيران كافه المواقع بقسوه مباحه وفقا للمستجدات وسيغمض الجميع عينه بعد انقلاب حماس ثم تدخل الدبابات لتحتل كافه المناطق ويتم تطهير القطاع من حماس واخيرا تتقدم قوات من السلطة الشرعية لاستلام القطاع المطهر ليلاحق فلول حماس لسحقها انتقاما اما جرى أثناء الانقلاب..وكم نحن قساه تجاه بعضنا البعض!!!!!!!!!!!!!!و هناك سيناريو يرى ان ما جرى لم يكن مخططا وان الانتصارات المفاجئة والسريعة جعلت كتائب القسام والتى تبتعد احيانا عن مواقف قيادتها السياسيه في حماس جعلتها تواصل هجومها لحسم الأمور باتجاه السيطرة الميدانية دون ان يكون لديها أي تصور أو رؤية سياسيه للمستقبل خصوصا وان الكثير من هؤلاء القادة الميدانيين(ما بفكو الخط كما يقول المصريون)اي ان العسكريين ورطوا الساسة و لهذا نرى الساسة يتوسلوا الحوار مع فتح والرئاسة رغم خطاب ابو مازن الهجوميأصحاب هذا السيناريو يرون ان من الغباء السياسي و العسكري ايضا ان تكون هناك حرب إقليميه قادمة ضد إيران في حين ان لايران قاعدة متقدمه تلاصق حدود اسرائيل...اذا سيتم القضاء على هذه الاماره اولا قبل دخول اسرائيل الحرب مع امريكا وضرب ايران.....(اليوم سالت احد القياديين لديهم وماذا بعد؟ قال لي بوضوح:ليس لدينا اي تصور سنتعامل مع التطورات لحظه بلحظه!!!!!!!!!!!)سيناريو رابع او عاشر -لا ادري- يرى ان حماس تورطت بالفعل ولم تحسب خطوتها الاخيره جيدا وان الرد عليها لن يكون عسكري على الاقل في المرحله الاولى حيث يرى بعض المحللون ان الضربات العسكريه لم تجدي نفعا مع حماس ولهذا فليسقطها الشعب الغزي نفسه:يضيق الحصار السياسي و الاقتصادي على غزهوفي المقابل يتم ضخ المال والسلاح لانصار فتح و تجري عمليه اصطفاف و حاله فرز حاده وسيكون هذا الاصطفاف لصالح من يملك المال وبعد ان تضيق الحال بحماس ستحاول ان تهرب الى الامام لان الخيارات امامها(صفر)!!!!فتقوم بتصعيد الاوضاع مع اسرائيل وهنا يبدا الحديث عن ضرب حماس و ربما تتمكن الدبلوماسيه الامريكيه من انتزاع قرار دولي لذلك يتم التعامل بموجبه مع حماس كما يتم التعامل مع القاعده!اما ما اراه من خلال متابعتي التفصيليه فيمكن ان اسجله في النقاط التاليه:: 1- فتح اساءت للوطن والشعب والقضيه و تحولت من تنظيم ثوري جماهيري الى مجموعه من العصابات و كما قال درويش -لولا العيب ولولا ان محمدا اخر الانبياء لاعلن كل قائد عصابه عن نفسه نبيا...هذا الانحدار الفتحاوي خلق لدى الجميع رغبه قويه في التغيير!2- حققت حماس نصرا كبيرا في الانتخابات التشريعيه والتي شهد الجميع بانها انتخابات نزيهه لم يشهد العالم العربي لها مثيلا و ذلك بعد ان وجهت الجماهير صفعه قويه لفتح و قد اصطف الى خيار الجماهير الكثير من الفتحاويين (في دراسه لمركز الدراسات الاستراتيجيه تبين ان 25% من العسكر والاجهزه الامنيه صوتوا لحماس على مستوى الوطن في حين ان40%منهم قد صوتوا لحماس في غزه !!!!!)هذا الوضع الذي افرزته الديمقراطيه منح حماس شرعيه قويه احرجت كافه خصومها وكان من الممكن ان تستفيد منها لو استثمرته بالشكل الصحيح3- بعد استلام حماس و منذ الايام الاولى بدا واضحا ان حماس المعارضه ليست حماس السلطه وان معظم قادتها-بل- جميعهم لايصلحوا للعمل البرلماني والدبلوماسي والسياسي على المستويات المحليه او الاقليميه او الدوليهفهم اقرب الى خطباء المساجد منهم الى رجال الدوله و قد بدا هذا واضحا خلال ال15 شهر السابقه!بينما ظل جهازهم العسكري كتائب القسام ملتزما ايضا بثقافته السريه و تربيته الخاصه!4- اسجل هنا انتقادا مهما على قوى اليسار الفلسطيني الذي لم يقتنص اللحظه ليقدم نفسه كبديل ربما كان يملك حلولا مهمه لمختلف القضايا الاجتماعيه والسياسيه حيث ان برامجهم على اختلافها تراوح بين الفتحاويه المتامركه والحمساويه الجامده المتكلسه و هذا التوصيف ربما يكون مقبولا لمختلف الاطراف الى حد ما...لم يتحركوا و اهدروا الفرصه من جديد كعادتهم وظلوا اسرى المصطلحات الكبيره يلوكون الماركسيه وينظرون للطبقات المسحوقه من الفنادق او في جلسات الفودكا الروسيه!!(يؤلمني جدا ان اقول هذا ) !!! 5- وجه الطرفان فتح وحماس رسائل دمويه خلال العام المنصرم و مثلت بروفات ملونه بالدم ارادت فتح ان تقول لهم اننا باقون رغم الهزيمه الانتخابيه كما ارادت حماس من خلالها ان تقول:نستطيع ان نحمي: انتصارنا بالسلاح!!!و كلما شعر طرف بخساره ما كان يهرب الى الامام بالتصعيد مع اسرائيل التي كانت جاهزه للتماهي مع الوجهتين وذلك لتعزيز الشرخ القائم!
6- اخطات حماس خطا كبير اثناء المفاوضات اذ انها ارادت اختصار التاريخ الفلسطيني عند تعاملها مع م ت ف حيث انها تناور ولا تعترف بها كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين وهذا امر يعكسه ابناء الحركه صغيرهم و كبيرهم في الدوائر الضيقه وهذا امر و موقف محسوم في ادبياتهم ..اي انهم كانوا يتفاوضون على الدخول الى مؤسسه لا يعترفون بها اصلا...و لعلهم كانوا يكسبون الوقت لتكريس سلطتهم خصوصا وانهم كانوا يتسلحون عبر الانفاق لضربه متوقعه بعد فرض الحصار عقب الانتخابات!7- على قبر الرسول الكريم تفاوضوا في مكه و على منسف من لحم الضان السعودي جلس دحلان و مشعل ليوقعوا اتفاق الوحده المزعوم...و هذا الاتفاق يشبه اوسلو في اليات التنفيذ اذ ان كل بند فيه يحتاج لجولات طويله من المفاوضات اذ لم يصمد اكثر من شهرين بعد تشكيل حكومه الوحده التي بدا فشلها واضحا منذ اليوم الاول بسبب سوء النوايا بين الطرفين وعدم حسم الاتفاق للكثير من القضايا المهمه ليعود الحوار مره اخرى بالبنادق و قذائف الياسين و البتار!!
8- رغبت حماس بحسم الامور و ذلك بالقضاء على التيار الفتحاوي الشاب المتمرد الذي يقوده دحلان مشهراوي ابو شباك مقداد....انتهك المغول الحمساوي كل شيئ:الدين والوحده والوطن ارضا وبشرا وحققوا هدفهم خلال ايام قليله بالسيطره على المقار الامنيه التي يتزعمها ما اسموه هم بالتيار الانقلابي التي اصبحت جرائمه لا تذكر امام الجرائم الحمساويه المبدعة!!!لم يتبقى سوى المقار ذات العلاقه المباشره بابو مازن و كان على حماس ان تتوقف لولا دهاء ابو مازن الذي امر باخلاء المقار المتبقيه و ذلك لتحتلها حماس و بهذا تلتصق بحماس تهمة الانقلاب الشامل و حدث له ما اراد و قطعت الشعره التي ارادت حماس ان تتعلق بها للدفاع عما قامت به و ذلك من خلال مد الايدي للرئيس الذي لم تمس مقراته...اندفعت الجحافل الحمساويه نحو هذه المقار يحركهم فائض القوه و نشوه الانتصار ليقعوا في الفخ وليؤكدوا انهم اغرار وسذج امام ملك ووزير وقلعه على رقعه شطرنج ممزقه!!!!9- فقدت حماس الكثير من رصيدها محليا و اقليميا و دوليا و صار ظهرها الى الجدار و بدات الرعونه السياسيه تتبدى كل لحظه من خلال التصريحات المتلاحقه و المتناقضه لقادتها فريان يرى ان العلمانيه قد سقطت الى الابد في غزه ستان واخر يمد يد الحوار لابو مازن الذي يقول عنه الحيه(احد القاده المهمين) بانه عميل امريكا واسرائيل ولا زال مشعل يرى الحوار حلا وحيدا بينما راديو وتلفزيون الاقصى -او الافعى كما يحلو للبعض تسميته- لا زال يردد و يهلل لهزيمه قوات لحد
العباسيه....ولم تستطع حماس ان تقدم حتى الان اي تصور للمستقبل ولا اي اجابه عن الاسئله اليوميه التي تقلق المواطن وتشكل له هاجسا قويا!!!!!!!10- التقط خصوم حماس اللحظه وبداوا بشن حمله اعلاميه سياسيه مضاده تدعمهم في ذلك عوامل عديده اهمها جرائم حماس التي يمكن اعتبارها جرائم حرب و كذلك العزله السياسيه المعلنه-الان-لحماس من مختلف الأطراف العربية والدولية و ظل خطاب حماس محلي يخاطب الجمهور المحلي فقط وذلك باستمرار اتهام فتح بالعمالة والخيانة و التهديد بوثائق يزعمون أنهم عثروا عليها خلال الانقلاب بل حاولوا دس الأسافين بين فتح وأطراف عربيه بالادعاء بأنهم قد ضبطوا وثائق تظهر تجسس الأجهزة الأمنية على أطراف عربيه وإقليميه مختلفة منها صور للمفاعل النووي الباكستاني صورت لصالح إسرائيل وقد تم ضبطها في مقرات الأمن الوقائي- البنتاغون11- الكارثة الإنسانية قادمة و سيظل القطاع كالرجل المريض ينتظر من يمنحه الدم كي لا يموت وسيتكرس وضع الانقسام السياسي والجغرافي وستظل المناكفات التي ستتطور حتما إلى حد نشبه فيه الوضع العراقي لان فتح المهانة لن تصمت طويلا وستخرج من صدمتها وتسعى للانتقام وسيعملوا هذه المرة بعقيدة قتاليه جديدة ترى في حماس العدو الأول ولعل غياب هذه العقيدة في الجولات الماضية كانت احد أهم أسباب الهزيمة,وسيبقى الوضع السياسي الفلسطيني المتشابك تحديا لعقول الساسة والمحللين

وسيبقى الحدث الميداني صانعا للسياسة في غزه و سيفرض هذا الوضع شديد الخصوصية على كافه المحللين الصمت و التفرج ثم التعقيب فقط-وهذا إن أمكن!!!

* * *

Friday, May 11, 2007

!!! هذيان

لحظة استسلام غامضة تسيطر عليك ... تختلط الأفكار في ذاكرتك المنهكة ... تحيلها إلى معترك دامي لقرارات خطيرة ... الحل الأمثل هو التحرر من أسر هذه الأنثى ... أهرب إلى البحر ... إلى الخمر ...إلى امرأة أخرى ...
المكان الذي أقيمت فيه الحفلة كان رائعاً ... يتصاعد رذاذ الموج أعلى جدار المسرح الخلفي ... يختلط بالأضواء الملونة المنتشرة على جانبيه ... سحب الدخان ترتفع أيضاً إلى الأعلى فتحملها الرياح نحو الأضواء في مشهد خلاب ... صدحت الموسيقى ، فمنحها صوت الموج و الريح و مفعول الخمر أثراً خاصاً في النفس ... إنس كل شيء الآن ... لا تترك لروحك الضائعة أن تجمح إلى تلك البقاع المظلمة ... النهاية ستأتي قريباً و ستكون فاترة ، كئيبة ...
أترك لأحصنة الخمر أن تعيث في جسدك ... و دع أسماكها المتوحشة تسبح في دمك
عيناك تأكلان المكان دون أن تستقر على شيء محدد ... النساء الجميلات اللاتي ملأن المكان لم يثرنك ... كنت تستجيب لنداء مجهول يقودك إلى صحاري النسيان ...
فجأة وفي لحظة غريبة غامضة ، رأيتها تنتصب أمام عينيك كوميض خارق ... يا الله
لا يمكن استيعاب هذا الذي يجري ... أي شيء آخر ربما يكون منطقياً و مقبولاً إلا أن تراها في هذا المكان العابق برائحة الخمر و الفوضى و الجنون
لا يعقل هذا الذي يحدث الآن ...تهرب من خيالاتك المجنونة ، ومن تفكيرك المضني بها لتجدها أمامك هنا
من جديد تمارس الحياة لعبتها السمجة معك ... تسخر بعبثيتها القاتلة من مشاعرك و رغباتك و تفشل كافة حساباتك ...
تبخرت الخمر من رأسك ... قلبك يرقص فرحاً وحيرة وتساؤل... لا يمكن أن يكون هذا عشقاً عادياً ... إنه عبادة ، جنون ... جئت إلى هذا الحفل الصاخب تحمل إصراراً بحجم الجبال على نسيانها و لو ليوم واحد ، لليلة ، لساعة واحدة ... فتجد قلبك قد حملها معه و أطلقها في فضاء روحك طيراً أسطورياً رائعاً ... لتشاركك هذيانك في هذا المكان المجبول بالفوضى و الفرح الخائف
المسافة بينكما لا تتعدى العشرة أمتار ... نهضت متردداً ... استأذنت من صديقك مدعياً أنك تريد تحية بعض الأصدقاء ... تقدمت من خارطة وجهها الملائكي ...
الأمتار القليلة تتسع ... صحراء شاسعة ، عارية لا حدود لها... قدماك تخونانك ... قوى خفية تشدك إلى الخلف ... ضاقت المسافة ... حدقت في وجهها من مسافة قريبة ...
انتفض جسدك وقد صعقتك المفاجأة ... تلعثمت ولم تدرِ ماذا تقول ... اعتذرت بكلمات مبعثرة ... كنت أشبه بصفصافة تعاني خريفاً أحمق
_ آسف جداً ... اعتقدت أنك ... شخصاً آخر
ارتميت في مقعدك مكسوراً ، وسط ذهول صديقك الذي عقدت المفاجأة لسانه لتصرفك المريب ... جلست للحظات متجمداً غائباً ... شعرت بشماتة قاهرة و توسلت من صديقك مغادرة المكان فوراً


!!! طبيب و شاعره









حين قدمه مدير الندوة بلقب " دكتور " اعتقدت أنه دكتور في النقد الأدبي ... أسلوبه في نقد الرواية كان مثيراً مبدعاً ... و فوجئت في نهاية الجلسة بأنه طبيب ... لم يكن هذا مهماً _ على الأقل في البداية _ تعرفت عليه و أهديته ديواني الشعري الأخير ... شكرني بلطف و طلب مني أن أكتب اهداءً على الصفحة البيضاء ... لم أدري ما الذي دفعني للقول :
الأعزاء لا يكتب لهم إهداء... لأنهم سيجدونه بين سطور الكتاب!
رمقني بإعجاب ، فارتبكت قليلاً ثم تمالكت نفسي و بادلته الابتسامة محاولةً أن تكون مثيرة !
اللقاء بيننا كان رائعاً ... فهذه هي المرة الأولى التي أقترب فيها من طبيب ... وربما تكون المرة الأولى التي يتعرف فيها إلى شاعرة ...
لم يشكو من زوجته _ كما هي عادة الرجال دائماً _ ... فاجأني بالقول بأنه يحبها جداً و لا ينوي تركها تحت أي ظرف من الظروف ... كما صرح بحبه لي ... وأحببته ... لا أستطيع أن أنكر هذا رغم كل ما حدث فيما بعد ...
كان يمتلك شقة فاخرة في المدينة ... ثراؤه لم يكن بسبب مهنته المميزة ... بل لأصوله الأرستقراطية و امتلاكه لعشرات الدونمات من الأرض التي ورثها عن والده ...
قدمت له نفسي ... كنت أبحث عن رجل يعيد اكتشافي من جديد... رجل يصل بفكري و أحاسيسي إلى مناطق نائية لم أصلها من قبل ! و يجعلني في حالة شوق و حنين دائمين ...
لا أعلم هل كان يفحصني كمريضته ... أم أنه تعامل معي كجثة مسروقة من مقبرة و جلبها إلى المشرحة ليجري عليها دراساته...
و في لحظة العري تلك ... تخيلته يحمل سماعته و ينقلها بحياد قاتل فوق صدري لينصت بحياد إلى نبضات قلبي ... انتهينا بسرعة ... تأملت جسده و هو يرتدي ملابسه بسرعة ... وتخيلت من جديد أنه سيفتح دفتره الخاص ليكتب لي وصفة طبية !
غادرني و طلب مني إغلاق الشقة و الاحتفاظ بالمفتاح معي ، ولم ينسَ أن يوصيني بشرب الكثير من السوائل !
لعلها المهنة التي يمارسها ... حتى في الفراش أراد أن يكون طبيباً ! و إذا أضيف إلى هذا أصوله الأرستقراطية ، فلابد أن يكون المركب حالة نادرة تستعصي على الفهم و الإدراك ...

لكني شاعرة ، و الشاعرة في مجتمعنا هذا حالة نادرة أيضاً ... لدي من الإمكانيات ما يفوقه بكثير ... لماذا أحشر نفسي في هذه الزاوية المظلمة ؟ سأعود إلى صحراويتي و بداوتي وسألقنه درساً لن ينساه ...
التقيته عدة مرات ، لكني رفضت اللقاء به في شقته لعدة أيام ، ثم بدأت أقلل من ردودي على مكالماته الهاتفية حتى توقفت عن ذلك تماماً ... و علمت فيما بعد كم كان يحبني ... علمت بأنه قد انقطع عن دوامه في المستشفى ... ثم توقف عن الذهاب إلى عيادته الخاصة ... أرسل لي إحدى الصديقات ، لكني لم أستجب ... مرّ بسيارته من شارعنا ، لكني لم أعره اهتمام ... كنت أشعر بحنين جارف إليه ... لكني كنت أفرغ هذا الحنين على الأوراق ... ألم يقولوا بأن الورق مطفأة الذاكرة ؟ !
أيام طويلة مضت دون أن أراه ، و جاءت اللحظة الأكثر ألماً ، الأكثر جنوناً و سخرية ... رأيته يهبط من سيارته قرب منزل إحدى العرافات ... صعقت و أحسست بمعنى الخراب الجميل... كان يجب أن يعلم بأن العشق يلغي المسافات و لا يعترف بثقافة أو شهادة أو ثراء ... ها هو الطبيب يموت ... "أما نحن الشعراء فلا نموت أبداً ... لعلنا نتظاهر بالموت فقط

* * *


Tuesday, May 8, 2007

!!! شروق

! لقهوتكم مذاق الدم ... فهي لحظة انبعاث شرفكم المزعوم ... أغبياء ! قتلة
نماذج رائعة للعار ... أتضحكون ؟! وصلتم أخيراً إلي واحة الشرف ، أعلى تلك الدروب الوعرة ؟ هكذا تظنون إذن ؟
اضحكوا ، فالحزن لا يليق بكم ... وجوه قبيحة ... لا ... ليست تلك بواحةٍ للشرف ... هويتم إلى هوة سخام سرمدية تتجمع فيها كل أوحال الحياة
حمقى ! تهيأوا إذن لمفاجأتي ... اعلموا أن أول قبلة من أنثاكم الطاهرة كانت لي ... لهذه الشفاه المتشققة ... كانت قبلة أولى ولم تنته بعد ! حملقوا كما تشاؤوا ... أرأيتم كم كنتم حمقى ؟ !
أنا الجدير الأوحد بالحزن عليها ... أخرسوا زغرودة الموت هذه ... لا تعكروا صفو موتها...
شروق ... آآآآآه ... سلموا أنفسكم لعدالتي ... لا تبتهجوا كثيرا لبطلكم المزعوم ... رأيته بالأمس يحمل سكيناً يقطر مسكاً ، ويسلم نفسه لمركز الشرطة المجاور ... صحيح أن رأسه كانت مرفوعة . لكن قلبه كان ميتا ... و رأيت عمامته تسقط ... لا تغتروا لابتسامته الأخيرة ... لم تكن حقيقية ... أنا الذي أعلم بما كان يشعر به حينئذٍ ... ألم أقل لكم أن أول قبلة تمنحها شروق كانت لي ... لي أنا ؟ !
أذكر بطلكم هذا أيام معارك الشرف الحقيقية ... جبان ... ظل ساكتاً متسمراً حتى يحضر الحراس السيف ليقطعوا رأسه !
كان أجبن حتى من أن يهرب ... و حينما انتهت تلك المعارك ، رأيته أول من يسترخي ... استرخى كل شيء فيه ... وضبطته إحدى الأجهزة الأمنية متلبساً بغلام ... و أغلق الملف سريعاً خوفاً من الفضيحة ... خرج يومها مجللاً بالعار ... فهل يحيله دم شروق إلى بطل ؟ ! أهو من جلب لكم شرفكم المفقود بطعنة لئيمة في قلب شروق ؟ !
اشربوا قهوتكم يا سادة ... صبوا المزيد منها و ابتسموا لكل من يأتي لمجاملتكم ... لن تخدعني ابتساماتكم ... فأنا أدرك أية أفكار تراودكم الآن ...
اشرب أيها الكهل العزيز ... أنت الأجدر باحتفال الموت هذا... لا تترك أحداً ينوب عنك في استقبال المهنئين ... لا تتنازل لأحد عن هذا الشرف العظيم ...
وأنت ! ابن عمها ؟ ! ارفع رأسك عالياً ... أعلى ... أعلى من ذلك ... امش بتبجح بين المهنئين بموت شروق ... إنه مهرجان المبايعة و التأييد ... أعلم بأن طعنتك كانت الأولى و القاضية... طعنتها و تركت لبطلكم المزعوم أن يكمل المهمة... أنت الأجدر بدور البطولة من ذاك الأرعن ...
اشرب قهوتك العاشرة أو العشرين و دخن سيجارتك الألف ثم ابكِ في حضن زوجتك كطفل مذعور ...
و أنتم أيها المتفرجون .... ترددوا على الصيوان بين الحين والآخر ... هنا ستجدون ما تقولون ، و تتسلون به في أوقات فراغكم الطويلة ... هنا الإثارة في زمن بليد متحجر ...
هنا ستعلنون تمسككم بوصايا الأموات و تجددون البيعة لجثث متعفنة تحكمكم منذ قرون !
اشربوا المزيد من القهوة السوداء ، ثم عودوا إلى بيوتكم بما تتحدثون به إلى زوجاتكم المذعورات ... لعل فروج البقر المتسخة تستقبل أعضاءكم الذابلة !
كان يجب أن تصحبوا نساءكم معكم ... هكذا يكتمل الطقس المقدس ... كان يجب أن يلعقن من دماء شروق قبل أن توارى الثرى !
و أنتم حراس الجريمة ... ما علاقة الأزرق الذي تتدثرون به بلون البحر أو السماء ؟ ! لم غبتم عن المكان في تلك الساعة اللعينة ؟ ! اشرب قهوتك أيها الضابط الأحمق ... لا تختلس الحديث سراً مع عمها العجوز الخرف ...
تواطؤ ... تواطؤ ... تواطؤ ...
غبتم عن قصد ، و تأخرتم في الحضور عن قصد ... الزمن الفارق بين دعوتكم ووصولكم هو بالضبط ما احتاجه القتلة ... الضربات كانت قاسية ولم يتركوا للصدف أن تعابثهم ...
أما كان بالإمكان تجاوز كل هذا الذي حدث ؟ لماذا فرضتم عليها الزواج من ذاك المقبل على الموت بين لحظة و أخرى ؟
استكثرتم أن ينعم بجمالها أحدٌ من خارج القبيلة ... و حين حسم زوجها خياره بالرحيل ، تحررت من جديد ... موت البعض حرية لآخرين ! عاشت عقداً كاملاً في حالة غروب ... وعشقت ... عفواً أصحاب الطقس البدائيّ الرهيب ... لا أجرؤ أن أعلن هذه الكلمة الخبيثة في حضرتكم ... لقد أشركت بالله ... سنتان و هي تمارس الشرك مع إلهها الجديد ... علمتم ذلك مبكراً ، لكنكم تواطئتم بالصمت المشبوه ... كنتم تتهيأون لطقوس الموت القادم ...
قابلتها قبل رحيلها بأيام قليلة ... كانت تهيئ بيتها الصغير لشهر رمضان ... و حين لمست كفها البيضاء كفي الخشن ... ارتعشت ، و شعرت بالموت يحيط بنا ... رائحة الموت طافت فوق رأسينا سحابات سحابات ، ثم تخثرت وانهمرت دموعاً من عينيها الخضراوتين ...
كدت أحتضنها في السوق أمام الجميع ... أحسست أن كل خطوة تخطوها ، تقربها من موتها ... راقبوها من بعيد ... رأوها تتوقف لمصافحتي ... لم يجرؤ أحدٌ منهم على مساءلتي... حياني بطل الشرف القادم بابتسامة خبيثة و تبعها بسرعة ... رأيت الموت في عينيه ، فما كان لمثلي أن يمرّ بالموت دون أن يحسه !
و لم أفاجأ بالخبر ... انتظرت حتى انتهوا من إجراءات الدفن السريعة ، و تسللت إلى المقبرة وحيداً ... جثمت أمام قبرها ... منحتني ذات مراهقة أول قبلة في حياتها ... اسمحي لي أن أمنحك آخر قبلة ... لم أدر كم مضى من الوقت ... جرجرت ساقيّ بين القبور ... و أمام بوابة المقبرة توقفت ... بصقت ورمقت قبرها للمرة الأخيرة ... لقد استحقوا منك بصقة كبيرة... أتركي لي هذه المهمة يا شروق ..
وقررت الذهاب إلى " مهرجان الشرف الكبير" ... شربت قهوتهم جميعاً ... كان يجب أن أذهب إلى هناك ... لم يكن هدفي العزاء كالآخرين ... بالعكس ... كان يجب أن يكون وسط هؤلاء المحتفلين من يشق إجماعهم المتآمر

* * *

Saturday, May 5, 2007

CAN I GET ONE ?!

Frozen not for form the cafeteria .. watching other kids hurrying to buy their sandwiches , chocolates and sweets. Her finger was busy with her lips but her tender mind wasn't a way of what was going around .Hearing them shouting with joy in the playground awakened her senses and hammered her small head with a series of questions …
" Rose " felt a great need to release something , she remembered that the only one who could listen to her was that poor tree she used to lean her back at .
_ " how does that strange thing taste ?" she whispered pointing to chocolate!
" Don't forget that you are the only witness that never left this place !" the old tree responded .
Pause , then added :" Why don't you try one ?"
Kissing her lips with her dry tongue !.
She moved towards the cafeteria with a step forward and the second back .
Rose " never met such products , but her small , wet hand caught the nearest .
Back to her old friend , a kind shouted :" A thief ! "
Frozen in the middle of the way , the kids came around … spoke with their eyes … there was a decision !
_ We asked her to take one since we a greed to play !
" Rose " smiled , but couldn't hide her tears .
_ Can I share it with my " old friend ?" she asked
" You are kindly welcome to share it with us ".

* * *

JUST GIVE ME A CHANCE!!!

He was the hero of that repeated daily scene…Climbing the stage with his untidy hair and clothes, deep and rainy eyes…His weak body receives a lot of strong shots from the teacher who leads the morning assembly of students. None around could read between the lines written on his small rough face!
Faddy…accustomed to both stealing and punishment…His silence was impressive…He could be as he is and defends himself as often!
One day boys who are in charge of discipline at school were pushing him towards the teacher…he didn’t like the way they treated him.. Still influenced by the environment of jails where he spent four years!
-leave him! The teacher ordered them
A lone with the child in his office…
-what have you committed?
Again the child moved no lips!
-feel free with me …I promise to protect you regardless what you have done!
I stole a piece of bread from my mate!
He said quietly but challenging!
- why did you that?
- I was hungry! You are the only person to ask me a such question!
Hungry?!!! The teacher was deeply shocked and he decided to follow his problem as a personal case!
-but you can bring your piece of bread with you like others.
A gloomy look mixed with sorrow and he kept silent!
The teacher felt that a black cloud was moving slowly round the child's busy head!
He repeated his question.
-I cant bring a piece of bread since my fathers wife closed to close the kitchen and hides the key!!!
Deeply the teacher involved in the same gloomy atmosphere. He decided to follow this case inside and outside the walls of school!!!
The most majority of students where astonished when they saw Fady among the discipline committee students at school two days later!!!
But the teaches astonishment was greater a week later when they saw Fady/the bread thief/rushing into their room, carrying a golden watch in his small hand and shouting:
-Teachers! I found it during coming to school this morning!!!

Wednesday, May 2, 2007

!!!!!!!!! اقتحامان

* الأول :_
كان الاشتعال شاملاً ولا أحد يمكنه قراءة ما ستئول إليه الأوضاع … حاصرت المدرسة قوات كبيرة من جنود الإحتلال عددٌ منهم جلسوا فوق سور المدرسة مدججين بالأسلحة و الهراوات … و داهمت مجموعة أخرى باحة المدرسة … اعترضهم الناظر و عدد من المعلمين في محاولة يائسة لمنعهم من دخول الفصول … لم يعيروهم أي اهتمام … أخبروا الناظر بأن هناك طالب يدعى " طارق " ألقى حجراً عليهم و شج رأس أحد الجنود … و هددوا بأنهم لن يغادروا حتى يعتقلوه مهما كلفهم الأمر …
انسل أحد المعلمين باتجاه أحد الفصول مسرعاً ... أمسك " طارق " من ذراعه و سحبه نحو المكتبة و هناك أخفاه في إحدى الخزانات …
لم يترك الجنود مكاناً لم يفتشوه … تأملوا وجوه الطلاب واحداً واحداً … وانتقلوا من فصل لآخر بهمة و إصرار … وصلوا إلى المكتبة في نهاية الرواق … تسمر المعلم في مكانه و بدأ يبتهل إلى الله بصمت كي ينقذ "طارق" و يعمي عيونهم عنه …
حطموا كافة أبواب الخزانات حتى عثروا عليه مكوماً في إحداها و قد غرق في عرقه البارد !
انتزعوه بعنف و هجم عليه أحد الجنود و بدأ يضربه بقسوة … لم يطق المعلم صبراً … هجم على الجندي الذي كان يلف رأسه بشاش أبيض … دفعه جانباً واحتضن الطفل بجسده … كاد جنود آخرون أن يطلقوا النار عليه لولا تدخل الضابط الذي لذ له المشهد … تقدم بهراوته وشج بها رأس المعلم ثم انتزع جسده عن الطفل وطرحه أرضاً لينهال عليه عدد من الجنود بالضرب المبرح … اعتقل الطفل في معتقل " أنصار 2 " ثم أفرج عنه بعد دفع غرامة مالية كبيرة … وظل الشج العميق أعلى عين المعلم اليمنى ذكرى أليمة تذكر الجميع بذلك الاقتحام الهمجي لسنوات طويلة !

* الثاني :_
بدت الهزيمة شاملة أيضاً … الإنحدار يطال كل شيء … الأيادي الغليظة التي تبني العالم الجديد تواصل بشاعتها وغيِّها … عدد الأطفال العراقيون الذين يموتون جوعاً وبرداً و مرضاً يتضاعف ولا ذنب لهم إلا أنهم ولدوا في زمانٍ ومكانٍ خاصين !
خرجت الجماهير في تظاهرات حاشدة لتعيد إلى الأذهان فوراً ذكريات الانتفاضة الأولى … عدة سنوات مضت تحولت الانتفاضة خلالها إلى مجرد ذكرى غابرة … جزء من تاريخ مهمل يجري تشويهه !
تدافع الطلاب خارج المدرسة و هم يهتفون للعراق… ارتفعت بعض الأعلام العراقية و الفلسطينية التي كانت مخبأة في حقائبهم استعداداً للتظاهرة … تجمعوا في الساحة لينظموا صفوفهم قبل الخروج إلى الشارع العام …
تحسس المعلم آثار الشج العميق أعلى عينيه … وتذكر ذلك الاقتحام الهمجي … لازال الجرح يزين جبهته كقلادة فريدة… تابع بعينيه المغرورقتين بالدموع ، الأطفال و هم يعبرون عن رفضهم لعالم لا يتقن إلا صناعة أكفانهم!
و قبل أن تصل المسيرة إلى الشارع ، اقتحمت المدرسة عدة سيارات من شرطة مكافحة الشغب … هبط الرجال المسلحون بالهروات و الدروع … بدأوا بالصراخ في وجوه الأطفال عبر مكبرات الصوت طالبين عودتهم إلى فصولهم … و تطاول بعضهم ، فاعتدوا بالضرب على عدد من التلاميذ الذين أخذتهم الحمية و قرروا التصدي لهم …
ورآه ! ذهل وتقدم نحوه مشدوهاً !
كان يتزين بهراوة كبيرة و يتنقل بين الطلاب بخفة ونشاط… مادت الأرض تحت قدميه …
_ طارق ! تمتم بصوت ذاب وسط الصرخات التي ملأت المكان … اقترب منه حتى صار إلى جواره تماماً … ربت على كتفه … فوجئ الأخير به أول الأمر ، ثم بادره بصرامة وحدة أربكت المعلم :
_ نعم … أية خدمة أستاذ ؟ !
_ ما هذا الذي تفعلونه ؟ أتركوهم ليعبروا عن رأيهم !
_ نعم ! ماذا تقول ؟ أنت من يحرضهم على الشغب إذن !
تراجع المعلم مصعوقاً لهذا التجاهل و البرود …
انسل بين المحتشدين و توجه إلى المكتبة … تحسس الشج العميق … داهمه ألمٌ غريب في رأسه … شعر بأن الجرح يتقرح و يتسع و يتعمق … داهمته فكرة أرعبته … ثمة هوة سحيقة بين زمنك و بين هذا الزمن اللعين …
تحسس الجرح مرة أخرى ثم بصق بمرارة … بصق و كأنه يبصق تاريخاً بأكمله !

* * *

Tuesday, May 1, 2007

!!! احتفاليه لم تتم

بدا متألقاً بين أقرانه ... مشاعر بطولة تدغدغ أحاسيسه و تجعله ينظر إليهم بشيء من الاستعلاء ... و بأن أي خطأ مسموح به له نظراً لحالته الخاصة ... كل من حوله يعلم بقرار الإفراج عن والده السجين منذ ثماني سنوات في السجون الإسرائيلية ...
تسعين شهراً و هو يزوره هناك ، ويحلم بذاك العالم المغلق الغامض ... لم تكن أحلامه تنتهي مع قدوم الصباح ... ينقلها إلى زملائه مبالغاً في وصف أحداث و حكايات هي وليدة خياله فقط ... و لكي يضفي نوعاً من الصدق عليها ، كان ينسبها إلى والده أو إلى رفاقه في السجن!
ومع كل زيارة كان والده يبادره بالقول :
_ صرت رجلاً !
وفي إحدى المرات فاجأ والده بالسؤال :
_ هل تكبرون مثلنا داخل السجن ؟ ! و أثار هذا السؤال نقاشاً فلسفياً طويلاً بين المساجين .
اقترح أحد زملائه في الفصل جمع مبلغاً صغيراً من كل طالب لتزيين الفصل ابتهاجاً بحرية والده ...
لم ينم طوال الليلة الأخيرة ... " أخيراً سيتوقف هذا العناء ، وسيصبح لي أب مثل الآخرين ... سأطلب منه أن يشتري لي جميع الألعاب الموجودة في مكتبة الرائد ... و سأطلب منه أن يصطحبني إلى مدينة الملاهي التي يذهب إليها صديقي رامي مع والده كل يوم جمعة ... وسأجعله يجبر والدتي على التوقف عن الذهاب إلى مركز التموين و تسول الطحين و السكر والأرز ... ولابد أنه سيشتري لي ملابس جديدة بدلاً من هذه الملابس المهترئة التي تحاول إخفاء مصدرها عني ... سيتقدم منه المعلمون ليحيونه باحترام ، و سيجتمع زملائي في مكان قريب و ينظروا إليه بهيبة و يشيرون بأيديهم و عيونهم إلينا ! "
تراكضت الأفكار في رأسه الصغير حتى غدا النوم مستحيلاً ...
عند النقطة الحدودية الشمالية لقطاع غزة ... تجمع الأهالي من مختلف المدن و القرى والمخيمات لاستقبال أبناءهم المحررين... تأمل الوجوه القلقة ... رأى أطفالاً ينتظرون مثله... أحس بشيء من الغيرة لأن هناك من يشاركه نفس الفرحة ...
استبعد هذا الشعور و بدأ يتنقل بخفة و رشاقة بين الجموع المحتشدة ... يتعرف عليهم و يمازحهم و يشاركهم شتم أصحاب هذه الوجوه الحاقدة الذين يطوفون حولهم بخوف و حذر شديدين...
وصل الفرسان ... ترجلوا من الحافلات كجنود منتصرين عادوا بعد حرب طويلة ... بدأ المحتشدون ينقسمون إلى مجموعات صغيرة تلتف حول الأسرى المحررين ... دارت عيناه كعيني صقر بينهم ... لم ير أبيه بينهم ... شعر بانقباض شديد ... كاد يختنق ... أراد أن يبكي لكنه زجر نفسه و تمالك بصعوبة ... تقدم من أحد المحررين واندس بين أهله الذين تحلقوا حوله ... اقترب منه حتى التصق به تماماً و سأله عن والده ... انحنى الأسير المحرر و حمله بين ذراعيه إلى أعلى ثم بدأ يغمره بالقبلات و الدموع ... ترك الأسير المحرر أهله ومستقبليه و سار معه صوب والدته بعد أن دله على مكانها ...
_ لقد تحفظوا عليه ... اطمأني ... قد يفرج عنه ضمن الأفواج التالية ... اصبري و لا تهتمي لشيء ... لن يهدأ لنا بال حتى يتم تحرير آخر سجين !

قبض يد أمه الباردة و أشار لإحدى السيارات ... عاد إلى المخيم مقتنعاً بأن خللاً كبيراً لازال قائماً ... لكنه رغم ذلك، طلب من زملائه ألا يزيلوا الصور و الشعارات التي زينوا بها الجدران !
* * *


Monday, April 30, 2007

! الطفل الذي قبل الجندي



هدير الدبابات _ هذه الوحوش المعدنية _ تطحن أعصاب الحاجة " أم راجي " ... ستة ساعات و هي تحتضن زوجة ابنها المطارد و طفله الذي لم يبلغ الثلاثة سنوات من عمره ... تلتصق بالأرض و لا تتحرك إلا عند الضرورة القصوى
!رائحة الموت تنتشر في سماء المخيم ... الكل يترقب نهاية التوغل الجديد للتعرف على أصحاب الملصقات الجديدة
اقتحموا المنزل أكثر من عشرة مرات ... عاثوا فيه فساداً وخراباً ... اعتدوا على زوجة " راجي " و طفلها ... أين راجي؟ أين الإرهابي ؟ لن يتمكن من الفرار طويلاً ... ستتسلمون جثته قريباً في كيس أسود
فجروا باب المنزل الصغير واندفعوا داخله كالجراد ... ضرب أحدهم الحاجة في رأسها ... سقطت أرضاًَ و هي تضع كفيها على رأسها ... أطلقوا الرصاص على كل شيء في المنزل ... الأثاث و الفراش و الصور و سرير الطفل
أفراد من " حملة التضامن الدولية مع الفلسطينيين " يعبرون إلى المنزل بهدوء ... تستغرب الحاجة العجوز وجودهم وسط هذا الخراب و الموت ... أمرهم الضباط بإبراز جوازات السفر وتصاريح الدخول ... تجادلوا مع الجنود لكن الضابط أمرهم بالصمت وواصلوا عملية التفتيش الاستفزازية في كل شبر من المنزل الصغير
ارتفع صراخ الطفل ... حاولت والدته تهدئته و لكن دون جدوى... اقتربت منه فتاة مشاغبة من أفراد الحماية الدولية ... داعبته قليلاً و هي تحمله ثم تقدمت من أحد الجنود و تمتمت
_ سلّم عليه ! ارتبك و تراجع إلى الخلف ... هدأ الطفل قليلاً فواصلت الفتاة المشاغبة معابثتها ... تقدمت ثانية من الجندي وطلبت من الطفل أن يقبله بإشارة من شفتيها
انحنى الطفل ليستند إلى خوذة الجندي ، ثم قبله من جبينه البارد... ارتفعت حدة انفعاله وتراجع إلى الخلف عدة خطوات مذعوراً ! انطلقت الأوامر بعبرية حادة ، و بدأ الجنود انسحاباً متعثراً من المكان ...
احتضنت الحاجة " أم راجي " الطفل و قبلته و هي تدعو الله أن يحفظ والده و يسلمه منهم ... ناولته لوالدته ثم انسلت إلى المطبخ لجلب بعض الماء
قرر أفراد الحماية الدولية الانسحاب من المنزل بعد أن سمعوا دويّ انفجارات في إحدى زوايا المخيم ... قبّلوا الطفل وتمتم أحدهم
: قد لا يعودون إلى هذا المنزل أبداً بعد هذا الذي حدث! ابتسمت العجوز و هي تتأملهم بمودة و غمغمت و هي تتحسس رأس الطفل
!!! ربما _
* * *

من يوميات معلم في مدرسة لاجئين!

لهفة وذهن متيقظ و تحفز متواصل بانتظار ذلك الرنين المحبب ... هياج وركض وتعثر واختراق لكل القوانين المدرسية لمعمول بها ... ومن هذا الذي يستطيع التحكم بهذا الجوع الكافر ؟!
اسوار تزينها ثقوب بحجم الاصابع المزرقة بسبب برد لم يات كالمعتاد ... يتمدد الرغيف في الحلم الصغير ... يتجاوز مدى اللذة القصوى ... الرؤوس الصغيرة تتراقص مع عقارب الساعة الخفية ... خمسة ... اربعة ... ثلاثة ... اثنان ... واحد ... هي ي ي ي !
جحافل الجوعى و الحفاة والاحذية المهترئة , تتقافز على سور المدرسة المرتفع دون تردد او حساب ... لم ينتبه اي منهم لتلك السيارة البيضاء التى ابتلعها الزحام المدرسي !
تأمل " الضيف " مرآة السيارة الامامية ... صفف شعيرات رأسه القليلة وعدل رباطة عنقه وهبط ببطء متعمد ...
فهم الناظر العجوز ما يرمي اليه من وراء هذا البطء المتعمد , فظل مستمرا امام غرفته ولم يندفع نحوه كما يفعل الآخرون !
المشهد اليومي المتكرر يستثيره رغم حياته الزاخرة بالتجارب الغنية منذ هجرته من " عسقلان " الى ان صار جزءا من منظومة ادارية تتسم ببيروقراطية قاتلة !
يمتلك من الثقافة و قوة الشخصية و الحنكة ما يمكنه من ضبط حالات الفوضى التي تسود خلال الاستراحة , لكنه لم يفعل ...
كان يتمنى في قرارة نفسه لو يتمكن من هدم اسوار المدرسة نهائيا !
لكنه لا يستطيع بل لا يمتلك صلاحية تشظيب شجرة عجوز باتت اغصانها تهدد سلامة الاطفال ... فهذا يحتاج الى سلسلة طويلة من القرارات الادارية صعودا و هبوطا !
يتامل المشهد بصمت مؤمنا بتفسيره الخاص ... لا يحاول ان يقنع احدا به ... و المعلمون مرتاحون لهذا تماما ... قليل منهم فهم ما يرمي اليه من وراء موقفه هذا ... المهم هو ان يتحلقوا حول ابريق الشاي الكبير في هذا البرد القارس ... يحتسون الشاي ويدخنون سجائرهم ويثرثرون حول قضايا تافهة ... ليس اسهل على الانسان من الثرثرة لساعات طويلة في امور سخيفة !
تقدم " الضيف " حتى صار امامه تماما ... لم يتقدم خطوة واحدة ... بادر الاول بمصافحته ببرود ...
_ تفضل ...
دخل " الضيف " الى غرفة المكتب , فيما ظل الناظر العجوز في مكانه لبرهة لمتابعة مشهده المحبب للاطفال المتدافعين , ثم تبعه الى الداخل ...
" ماذا يكتب ؟! لابد من ملاحظات ليدونها في كراسه الكبير ... تفهاء ! يتلذذون بمغازلة الشياطين التي تسكن التفاصيل الصغيرة !!! "
حديث روتيني خال من اي حياة ... حركة مضطربة تجري بين المعلمين ... اكثرهم ارتباكا كان ذلك المعلم المستهدف من هذه الزيارة ... بطاقات تعليمية اعدت سريعا ... لوحات و صور مغبرة جلبت من المخزن على وجه السرعة ايضا ... ملاحظات رصاصية سريعة دونت في " كراس الموت " الذي سيدققه " الضيف " حتما !
انقضت العشرون دقيقة و بدأ الاطفال يعودون ... حركتهم ابطأ ووجوههم تميل الى الحمرة ...
_ فوضى !!!
تدحرجت الكلمة من بين الشفاه الملتوية امتعاضا لتحتل مساحة الصمت بينهما ... يشتعل الصمت ... فليس في الكون من يهزم العجوز ذو الرؤية العميقة و الافق الرحب ... تمسك يده بذراع " الضيف " الذي صار وجوده ثقيلا الى حد لا يحتمل ... سحبه نحو البوابة التي تفتح عادة مع نهاية الاستراحة لتسهل على الاطفال العودة الي مدرستهم ...
_ تأملهم جيدا ... صراحة اللهجة اربكت " الضيف " ...
عاد الاطفال يحملون اسلحة الجوع والبرد ... يحاولون قدر الامكان الابتعاد عن عون معلميهم ... بعضهم كان لا يعيرهم اي اهتمام ... يتمنطق بحقه المشروع ويتعمد السير امامهم !
قطع الخبز اليابس لا تعني شيئا للضيف ... لا تفضي على ذهنه الخامل تفسيرا او معنى لاي شيء ...
تتسارع القضمات و تكبر في محاولة للنتهاء بحسم معركة الجوع و البرد قبل دخول الحصة ...
نادى الناظر العجوز احد الاطفال ... ارتبك واراد ان يلقي بقطعة الخبز على الارض ...
طمأنه العجوز بابتسامة معهودة تمنح الاطفال شجاعة غير معهودة ...
_ لا تخف ... اقترب ... ماذا لديك ؟؟؟
تناولها امام عيني " الضيف " و فتحها برفق ...
لوى الاخير شفتيه امتعاضا , وربما تقززا !
لم يعتد مشهد الرغيف الاسود المحشو بالفلفل الاحمر المخروط , فاكهة المطابخ في بيوت الاجئين ... ولم يتردد عن البصق على الارض حينما رأى نصف رغيف آخر محشوا بحبة كوسا محسوة بارز اسود !
صفق الناظر العجوز بيديه كي يسارع الاطفال الى دخول فصولهم ... تقدم بهدوء نحو سيارة " الضيف " ووقف الى جوارها !
فوجيء الاخير بالموقف ... تحسس المفاتيح واتجه مسرعا كمن يلاحقه الف شيطان ... رمق العجوز بنظرة ثأرية ثم انطلق بسيارته لا يلوي عل ىشيء ...
استدار العجوز نحو غرفته ... وهناك فوجيء بالكراس الكبير ملقى على المكتب ... كان " الضيف " قد نسيه بسبب ارتباكه ... " حالة الفوضى التي تسود المدرسة ... مبادرات الناظر و الهيئة التدريسية , تتصف بالسلبية المفرطة ... هناك مخاطر تتهدد سلامة الاطفال ! "
قرأها بسرعة ثم اغلق الكراس و القى به على احد الرفوف بلا مبالاة و عاد ليتامل مشهد الاطفال الذين انتصروا على جوعهم و عادوا الى مقاعدهم ليتابعوا معركتهم !

Sunday, April 29, 2007

The first word is to the first teacher!

there is a famous saying in our culture says that the person who learns me a word,im ready to be a slave for him!!!surely,im not going to be a slave for anyone ,but sometimes we feel we are deeated and speachless as a result of prisoned willig!
MANSOUR THABET/ABU GHASSAN,is the teacher of too many people who passed through the different jails of Israel..he spent 20 years in these jails and finally ,he was released with greater willing and challengable saul...my short experience is so small with reference to his..butduring those months we were together,he was enough strong and cultured to feed us with his rich and special experience!Generations of palestinians were arrested and released while he was spending his unfair,aggressive judgment of the military israel court...he always said:im used to welcome and goodbying prisoners!
After freedom ,he continued his suffering journey ,but through social work in this stage...
he established some social and developmental associations and worked hard to help children in camps .now he is the president of afaq jadeeda for children,women and development...he spends too many hours drawing smiles on the faces of camps children...
now...in these gloomy days,he is lying on his cold bed ,suffering from cancer of colon...the bad medical conditions in the gaza strip dont succeed in helping him...too many children from camps unrwa schools visit him..they cry and pray for him..as usual ,abu ghassan hugs and begins to relax! this scene seems to everyone that the children are the patient and he is the doctor who treats them!
Israel is completing the role of cancer in the killing of abu ghassan:they refused to allow him to enter israel to have the chemical treatment,for security reasons!!!!!!!!securiti...security...security...the holy cow of israe!
How many children have been killed as a result of this holy cow?
how can an aged human who is suffering from cancer threat the security of israel??
isnt it a kind of black revenge?
finally,i want to say that Abu Ghassan story is not unique here in the gaza strip...it happens everyday,but every moment under the suspecious silent of this immoral world!
I believe that a man like abu ghassan will not die..the seeds of freedom,justic and peace which was grown inside us by him will grow and grow...these will be the trees of the future!
Even the cancer and israel could defeat his body ,all our children will hug his saul and sing the rhyme of their shining future!!!!